alghouz soliman Admin
عدد المساهمات : 276 نقاط : 848 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 24/02/2011 العمر : 31
| موضوع: الهاتف النقال الجمعة أكتوبر 25, 2013 5:47 pm | |
| [rtl]تقديم[/rtl]
[rtl]لك الحمد ربنا على ما أنعمت به علينا من نعمك العظيمة، والصلاة والسلام على رسول الهدى محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وبعد: فإن لهذا القابع في زاوية من زوايا البيت لخبرا عجيبا، فما أن يتناغم صوته بالرنين حتى تنجذب إليه أفئدة من في البيت ويتسابق الأطفال والكبار إلى رفع سماعته كأنما هو هاتف من السماء يحدثك عن سجل الغيب المتواري ويكشف لك طريق المستقبل، وإلا فما هو هذا الانجذاب العجيب نحو رفع سماعة الهاتف من الصغار والكبار، وما هذه المسابقة والمسارعة إلى الرد عليه، حتى يقطع المتحدث حديثه، والأكل أكله، والشارب شربه، ليفسح المجال لهذا الضيف المتطفل دون استئذان.. الهاجم في ساعة قد لا تكون مناسبة للحديث والكلام.. المتأثر بنصيب الأسد من الوقت والكلام، وقد حدث لي ولك أكثر من مرة أن رأيت شخصا في مجلسه عدد من كرام الناس وفضلائهم يستحق كل واحد منهم جلسة خاصة، فكيف بهم إذ اجتمعوا فما أن يرن الهاتف حتى يتركهم ويقبل عليه ويتحدث معه ما شـاء الله أن يتحدث، ولربما لو جاء هذا المتكلم لما حصل له الشرف بالجلوس مع هؤلاء مع أنه قطع حديثهم وجلستهم، فهل شفع له مرور صوته عبر نغمات الأثير؟.. أم أن هذا سر أودع في هذا الجهاز الصغير؟.. الذي دخل في البيوت.. فحل أقفالها المغلقة، وأبوابها الموصدة، بعد أن كان الإنسان يدخل داره فيغلق أبوابه فلا أحد يدخل عليه إلا بطرق باب، ووقوف بالأعتاب.. واستئذان الحجاب.. وله الخيار بعد ذلك إن شاء فتح الباب أو اعتذر وأشار بالذهاب.. أما هذا الجهاز المدلل فهو يلازمك في مقامك ويزعجك في منامك، وتراك فرحا مسرورا فينغص عليك لذتك، ويقطع عليك نومتك، ويكشف عن وجودك في بيتك لمن أراد أن يدهمك، وأنت مع ذلك مصر على اقتنائه، وراغب في إعلاء شأنه.. فتسديد فاتورته و المقدم.. وإصلاح أعطاله هو الشغل الأهم.. وقد تغفل عنه يوما فيكون أداة لجاهل أو جاهلة في بيتك ترسل منه السموم.. أو يستقبل عن طريقه ما أنت عليه ملوم.. فهي رنة عابرة من يد عابثة، قد تبدأ معها قصة وحكاية.. لا تنتهي إلا بعد أن خلفت وراءها بيوتا مدمرة ونفوسا محطمة ولوعة وحسرة، وآثارا قد لا يتخلص الإنسان منها في سني حياته، وبعد مماته. فهل آن الأوان لنا أن نعتبر هذا الجهاز المدلل والضيف المحترم زنادا يأخذه العاقل فيشعل به الموقد فيطهي حاجته ويأخذه الطفل أو الجاهل فيحرق به البيت وساكنه. هل آن الأوان لأن نجعل هذا الجهاز تحت عين الرقيب، ووسيلة لحاجة العاقل، وزنادا لا يستخدم إلا في حاجته وما أعد له.[/rtl]
| |
|